صبرا جميلا أيتها العوانس.. لا تفقدن الأمل..!!
 |
كثير من الفتيات والفتيان طال عليهم الأمد في بيوتات أهليهم دون أن اقتران أو زواج بفارس الأحلام لسبب من الأسباب .. ومن ثمة، أصبح يطلق عليهم لفظ العنوسة كدلالة على التأخر في الزواج في السن المناسبة ؛ وفي مقالنا هذا سنروي لكم قصة عانس من واقع الحياة، يليها بعد ذلك ما سيتلخص منها من عِـبَر ومَغَازٍ .. ..
معنى كلمة عانس
جاء في موسوعة وكيبيديا : يقال : عنست المرأة فهي عانس، إذا كبرت وعجزت في بيت أبويها. وفي اللسان : عنست البنت البكر ؛ أي طال مكثها في بيت أهلها بعد إدراكها ولم تتزوج فهي عانس، والرجل أسنّ ولم يتزوج فهو أيضا عانس، وأكثر ما يستعمل في النساء، و يقال أيضا : عنست البنت البكر أي حبسوها عن التزوج حتى فاتت سن الزواج. فالرجل والأنثى يطلق عليهما نفس المصطلح، ولكنه شاع في النساء أكثر، ولصق بهن .
قصة عانس تجاوزت الثلاثين
إنها قصة مؤثرة حقا.. فتاة عمرها 35 عاما ولم تتزوج بعد؛ ثم ظهر شخص ما أخيرًا في حياتها ، وكان في نفس عمرها تقريبا، فغمرتها سعادة لا توصف .. بالنسبة لها كانت فرصة ذهبية (كي لا نقول الفرصة الأخيرة). ومن ثمة، أولت اهتماما كبيرا بهذا الرجل إلا أنها لاحظت أن والدته لم تكن سعيدة بما يكفي ، وكان وجهها يبدو في كل لقاء متجهما.. ووعيا منهما بذلك، حاولا كلاهما الإسراع في تنفيذ إجراءات الزواج وحددا موعدا للزفاف..
ولكن كلما اقترب يوم الزفاف هذا ، بدت والدة العريس متبرمة ومحبطة.
وقبل حلول الموعد مباشرة، طالبتهما بترتيب لقاء يجمعهم : هي وابنها وعروس المستقبل ووالدتها. جمعت الحاضرين في غرفة واحدة ، ثم صدر عنها ما لم يكن في الحسبان أدهش الجميع وزعزع أفئدتهم .
بادرت خطيبة ابنها قائلة بلا تلكؤ" هل لي ببطاقة تعريفك ..؟ فانا لم أتعرف عليك بعد..!! " . لم تفهم الفتاة .. سألتها : " هل هناك مشكلة..؟ "؛ أجابت والدة الخطيب : " أريد فقط أن أراها.."؛ أعطتها الفتاة بطاقة هويتها. تأملت والدة العريس بيانات البطاقة ثم قالت بوقاحة :" يا للهول..! لقد تجاوز سنك الثلاثين عاما.. ... لا ... لا ... لم أكن أعلم أنك في نفس عمر ابني. أود أن يتزوج ابني من فتاة أصغر منه بخمس سنوات، وليست امرأة تبلغ من العمر 35 عامًا، لأنني أحب أن يكون لدي أحفاد صغار، ولست متأكدة من إمكانية الحمل في مثل سنك...".
غادرت السيدة المكان وتبعها ابنها على الفور دون إن ينبس بكلمة .. ودخلت الفتاة المسكينة في حالة اكتئاب .. اكتئاب خطير استبد بكيانها لفترة طويلة جدا . غير أنها في نهاية المطاف، وطدت العزم على أن تذهب لأداء مناسك العمرة بعد إلحاح من والديها علها تخفف من آلامها وتداري أوجاعها.
في الديار المقدسة ذرفت عيناها وبكت كثيرا.. أكثرت من الدعاء وتضرعت إلى ربها ؛ كررت كثيرا آية من القرآن وهي تقرأ : " لا تيأسوا من رحمة الله". 39 - الزمر.. ثم أنهت حجها الصغير وغادرت المكان. وإثر نزولها من الطائرة، وهي تحمل حقائبها، جاءها رجل لمساعدتها ، بدا لها ولأول وهلة أنه كان مؤدبًا جدًا . حملت حقائبها ثم غادرت.
 |
| وطدت العزم على أن تذهب لأداء مناسك العمرة |
ولدى مغادرتها للمطار وجدت أختها وزوج أختها في انتظارها. ركبت السيارة معهما وقال زوج أختها : " فقط لننتظر بضع دقائق، لأن صديقًا لي جاء على نفس الرحلة .. سنستقبله جميعا.."
لكن من يكون هذا الصديق..؟
إنه الرجل الذي ساعدها في حمل حقائبها في اتجاهها إلى المطار للمغادرة بعد انتهائها من طقوس العمرة..
تعرفا على بعضهما البعض ، وربطا بينهما فيما بعد علاقات حب ومودة انتهت بزواجهما؛ إلا أن العجب العجاب والمفاجأة الكبرى أنها حملت بثلاثية ... ليس طفلاً واحدًا وليس توأمين ... لكن ثلاثة في آن واحد..! أسمتهم على التوالي : الحسن والحسين وفاطمة تبركا بأسماء أولاد النبي العربي .
 |
| ربطا بينهما فيما بعد علاقات حب ومودة انتهت بزواجهما |
وعاشت الفتاة سعيدة في حياتها بعد أن عانت من الوحدة واستبد بها يأس مرير وفقدت الأمل في الارتباط بفتى الأحلام خاصة وان العمر قد بلغ بها مبلغه.
لكن هناك آمر آخر ربما تساءلتم بشأنه ، وهو مصير ابن السيدة التي رفضت اقترانه بالفتاة ، والذي هجرها وتزوج بأخرى .. لقد حرم من الذرية وكان من سوء حظه ألا ينجب حتى الآن..
خلاصة وعبر :
- إن طاعة الوالدين لا تعني قبول الظلم أو الرضوخ لتحطيم القلوب والتفرقة بين المحبين ؛ فابن السيدة الذي كان قد تقدم لخطبة الفتاة كان عليه أن يكون له رد فعل أفضل مما فعل، حيث اتبع نصائح والدته وغادرا لحالهما المكان.
- قد يسيء الآباء التصرف في مواقف حساسة مثل ما لجأت إليه السيدة حيث تمسكت برأيها مبررة ذلك بذاك البون الحاصل بين الفتى والفتاة في السن ولم تراع أن الأهم هو التفاهم والحب الخالص بين الأفئدة في مثل هذه القضايا المتمثلة في ربط علاقة شرعية ودائمة..
- على الفتاة ألا تنحي باللائمة على نفسها إذا تقدم بها العمر وتأخرت عن الزواج ؛ وعليها ألا تيأس ولا تقنط .. فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.. عليها أن تلتزم بالصبر والجلد فربما انفتحت الأبواب وفرجت الكروب وأتى في الغد القريب ما لم يكن في الحسبان كما جرى لفتاتنا في القصة السالفة الذكر..
- تأخر الزواج وحتى عدمه لا يعني نهاية الحياة .. فنحن اليوم نرى نسبة كبيرة من العانسات في العالم بأجمعه لم يكتب لهن الزواج .. والفتاة في الغرب ليست كمثيلتها في الوطن العربي بحيث أن نسبة كبيرة منهن لا تشغلهن فكرة الزواج .. وقلة قليلة هن من يفكرن في ذلك..
ليست هناك تعليقات:
ضع تعليقك اسفله إذا كان عندك استفسار..