|
اَلْمَوْسُوعَةُ اَلْأَطْلَسِيّةُ اَلْمَوْسُوعَةُ اَلْأَطْلَسِيّةُ
عرافة

آخر الأخبار

عرافة
جاري التحميل ...

من بني عياط إلى أنجيه، ذاكرة ومسار لجالية أمازيغية في الأطلس المتوسط المغربي

من بني عياط إلى أنجيه، ذاكرة ومسار لجالية
أمازيغية في الأطلس المتوسط المغربي

من بني عياط إلى أنجيه، ذاكرة ومسار لجالية أمازيغية في الأطلس المتوسط المغربي

موضوع البحث

من بني عياط إلى أنجيه، ذاكرة ومسار لجالية
أمازيغية في الأطلس المتوسط المغربي (1960-2000)
شادية أعراب

مقدمة المترجم

البحث الذي بين أيدينا يتمحور حول موضوع يتعلق عموما بهجرة فئة من المغاربة إلى أوروبا في ستينيات القرن الماضي.. وينصب على وجه الخصوص حول هجرة ساكنة منطقة بني عياط بالأطلس المتوسط المغربي الى مدينة أنجيه بفرنسا..
وقد حددت المؤلفة دوافع وأهداف بحثها وكذا الفئة المعنية في خاتمته، مستهلة  إياه بعرض الإشكالية قيد الدراسة في ثلاث نقط تناولتها بتفصيل.
وقد حاولت إجراء تعديل على كلمة " بربر" المشار إليها في العنوان الرئيسي للبحث وتعويضها بكلمة " أمازيغ" ، لما تثيره اللفظة من معان وتوصيفات تحيل على ماضي المحتل الأجنبي.. كما أضفت في نهاية البحث نبذة مختصرة عن المؤلفة ، تعريفا بها وبأعمالها ومؤلفاتها.. وتصدر البحثَ صورتان من عندياتي : الأولى للمنطقة المركزية لبني عياط " الخميس" ومحيطه / نقطة المغادرة ، والثانية لمدينة أنجيه / المنطقة المهاجر إليها بفرنسا.
وجدیر بالإشارة أن ھذا البحث المترجم قد تم نشره لأول مرة على شكل مقال في موقع إلكتروني، ومنه موقعي هذا...

   بني عياط في 2020.07.25 
المترجم/ صالح اهضير 
************************ 
 نقدم هنا مسارا للهجرة المغربية التي تشكلت في الستينيات في أنجيه [1]. وفائدة  هذه الدراسة تعود إلى ضعف نسب معدلات الهجرة في منطقتي المغادرة والوصول ؛ إنه يتعين بيان لماذا اختار السكان المهاجرون من بني عياط الاستقرار بشكل رئيسي في أنجيه. فعندما وصلت الأجيال الأولى إلى فرنسا ، كان الهدف هو تحسين ظروفهم المعيشية. ومن ثمة ، يمكنهم بعد ذلك العودة إلى البلد لاستثمار مدخراتهم. وتتراوح أعمار هؤلاء الرجال اليوم بين 50 و 70 عامًا ، وهو أمر جيد .. بعضهم متقاعدون أو أحيلوا على التقاعد المبكر. وكانت رغبتهم في العودة قوية، ولكن الموعد النهائي يتم تأجيله دائمًا إلى أجل غير مسمى.
هذه الساكنة التي تركت بني عياط في الستينيات للاستقرار في أنجيه، كيف تم لها التسجيل حاليًا في هاتين المنطقتين الجغرافيتين..؟ وكيف استجابت لهذه الازدواجية..؟
سنحاول الإجابة على هذه الإشكالية من خلال هذه التساؤلات الثلاثة :
- كيف تحقق لها الاستقرار بأنجيه ؟
- كيف تم لها الاندماج مع المجتمع الأنجي ؟
- كبف تمت عملية الاستثمار في البلد الأصلي من لدن المهاجرين؟
قبل توضيح الإجابات، يتعين بيان عرض تقديمي هام للساكنة ومساحة الدراسة المطلوبة.
-------------------------------
[1] - تغطي هذه المساهمة النتائج الرئيسية التي تم الحصول عليها أثناء عملنا على الماجستير في جامعة أنجيه و DEA في جامعة بواتييه. الأطروحة المعنية : " القطاعات القديمة مع استراتيجيات الهجرة الجديدة : مثال بني ملال في المغرب ".  

بني عياط جماعة مغربية.

ينحدر منها أكثر من 400 شخص يعيشون في أنجيه.

دراسة للساكنة في مدينة أنجيه.

تبلغ نسبة الأجانب الموجودين في فرنسا اليوم 5٪. ويمكن تفسير ذلك من خلال تبني تشريع "صارم".
(740.000 من الوالجين عام 1977 مقارنة بـ 110.000 عام 1992) ، وبنمو عام لأعداد من المكتسبين للجنسية (110،000 في عام 1996). في مين - و- لوار هناك 16000 أجنبي من أصل 722،600 نسمة أي بنسبة 2.2٪ من السكان. يمثل سكان شمال إفريقيا 37٪ ، غالبيتهم مغاربة ، 31٪ من الأوروبيين ، 14٪ من الآسيويين و 4٪ تأتي من أفريقيا السوداء. وهناك ثلاث بلديات للمناطق التي للساكنة الأجنبية فيها أهمية كبيرة : أنجيه بـ 5400 أجنبي ، أي 3.7 ٪ من السكان . شوليه بـ 4800 أجنبي ، أو 8.5 ٪ من السكان .تريلازي بـ 850 أجنبي أو 8 ٪ من السكان.
في أنجيه، 70٪ من الأجانب يعيشون في أحياء : "مونبليزير" و "لاروزوري"  و "بيل بيي".
في عام 1990 ، جاء 660 أجنبيًا يعيشون في "أنجيه" من دول المجموعة الاقتصادية الأوروبية (أوروبا الـ 12)، من بينهم 40 إيطاليًا و148 إسبانيًا و 212 برتغاليًا، بالإضافة إلى 272 تركيا و 276 جزائريا و 644 تونسيا و1812 مغربيا يشكلون إلى حد بعيد أول مجتمع أجنبي موجود في المدينة.
في البداية ، كان السكان المعنيون بهذه الدراسة مكونين من 28 رجلاً من بلدة بني عياط ، حيث استقروا بمدينة " أنجيه" خلال الستينيات؛ بعد ذلك ، وخلال السبعينيات، التحقت بهم عوائلهم ، نساء وأطفالا..
وهكذا وصل إلى عين المكان ما مجموعه 56 من المهاجرين الأولين (28 رجلا وزوجاتهم) في أعوام 1960 و 1970.. 
ثم ، يمكننا عـدّ 211 طفلاً من الجيل الثاني ، وبعضهم من البالغين بالفعل وتمكنوا من تكوين عائلات. من بين هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 211 ، 67 منهم كان ازديادهم في المغرب وجاءوا مع أمهاتهم في السبعينيات ، و 144 منهم فرنسيون من الفئة المهاجرة.
 وأخيرًا، فإن الجيل الثالث بلغ 138 شخصًا. ومنذ بضع سنوات حدثت هجرة جديدة ، ويتعلق الأمر بـ 7 من قدماء المحاربين. وبذلك بلغ إجمالي عدد السكان الخاضعين لهذه الدراسة 412 شخصًا..

كيف تم تشكيل حقل الهجرة هذا : بني عياط / أنجيه؟

لقد تمكنا من إعادة بناء سلسلة الهجرة لجالية بني عياط اعتمادا على المقابلات المختلفة التي أجريت مع المهاجرين من الجيل الأول ، وخاصة منهم كبار السن.
لقد كان السيد " أ.س.ل" أول القادمين من بني عياط ، حيث كانت لنا معه مقابلة خلال عملنا الميداني في المغرب. ولديه من العمر حاليا 61 عاما ومتقاعد. وشهادته ساعدتنا على فهم تاريخ الاستقرار بالمنطقة..
يقول : " وصلت إلى فرنسا في 21 مارس 1965، وكان لدي عقد عمل في " قناة الشمال" ، وهي شركة تباشر أعمالها مع سد أفورر [جماعة تحد بني عياط من الشرق]. عقد العمل تم إرساله من فرنسا. لم يكن ذلك بعد في "أنجيه" ، ولكن في جهة الحدود الألمانية في اتجاه الألزاس ، حيث كانت لديهم النية لإرسالي. لقد أعددت في البداية جواز سفري، لكن عقدي كان قد انتهى. لم يتبق لي سوى جواز سفري؛ وقررت أن أذهب إلى الدارالبيضاء إلى المكتب الوطني للهجرة.
ومن ثمة،  ذهبت إلى "أراس" في فرنسا .. كنت وحدي ولم أكن أعرف أي شخص.. عندما وصلت إلى هناك، واجهتني مشكلة؛ لقد كان السكن قذرا في بلدة أراس. بعد خمسة عشر يومًا من الشغل، قررت الاتصال بمديري لأخبره أن لا رغبة لي في العمل. لقد كنت عامل بناء في في حياتي المجتمعية. وحقيقة الأمر أن المساكن لم تعجبني. لقد كانت عبارة  عن ثكنات ، أحياء فقيرة ، ملاءات متسخة ، ولم يكن هناك احد لتنظيفها وغسلها.
على أي حال ، أخبرت رئيسي أنني أرغب في الذهاب. لم يكن يريد ذلك ، لكنني أخبرته أنني مضطر لذلك . ومن ثمة، أحالني على المكتب الوطني للهجرة بباريس . وكان هذا الأخير يوفر عروضا للعمل ويبحث عن العمال. وقد خيرني بين عدة مدن؛ قوقع اختياري في ذلك العهد على مدينة " أنجيه".
لقد اخترت " أنجيه" لأنه قيل لي سابقا عنها أنها مدينة هادئة تطالها السكينة.. لم أكن أعرف بها أي شخص، اخترتها من بين مقترحات كثيرة من المدن الأخرى ، بطريقة عشوائية بعض الشيء ، لقد كان علي اختيار واحدة.
وفي ذات المدينة ، أُرسلتُ للعمل في شركة "بروشارد وكوديشيت" في مايو 1965. وفي سبتمبر 1965 ، انضم اليّ أصدقاء من قرية بني عياط. كان هناك ثلاثة منهم ، ولم يسبق لي أن أرسلت لهم عقود عمل. وكانوا اخبروني أنهم قادمون أيضًا، فأعطيتهم عنواني في منطقة أرصفة "فيليكس فور".
وصلوا في الصباح الباكر قبل أن أذهب للعمل عند الساعة 7:30 صباحًا. كنت على وشك المغادرة عندما توقفت سيارة الأجرة التي تقلهم أمام منزلي. جاء البواب ليخبرني عن أشخاص يطلبونني . خرجت ووجدت الثلاثة جميعًا وأحضرتهم. تبادلنا بعضنا البعض أطراف الحديث حول القرية أثناء تناول القهوة. اتصلت برئيسي لأخبره أنني سأكون مشغولاً لأنني تلقيت من الأسرة أبناء عمومتي الذين يرغبون في العمل. أخذتهم معي إلى  موقع الشركة المشار اليها، وشرعوا في العمل على الفور. منحني رئيسي إجازة ذلك اليوم للبقاء معهم ودفع لي أجرة عنه ".
لفد ساعدتنا رواية السيد "أس. ل" على فهم أفضل لكيفية وصول الأشخاص الثلاثة التاليين من بني عياط إلى أنجي أربعة أشهر بعد وصول الأول، قابلنا أحد هؤلاء الثلاثة ، السيد "أر.ح" ، 69 عام ، متقاعد. وهذا مختصر قصته : " كيف وصلتُ إلى فرنسا..؟ في ذلك العهد، قدمت إحدى الشركات الكبرى إلى بني عياط بحثا عن اليد العاملة للعمل في فرنسا؛  بعدها ، أرسلت لنا عقود عمل؛ ولم يكن علينا نحن فقط سوى القيام بإعداد جوازات سفرنا. في اليوم الذي حصلنا فيه على جوازات سفرنا، أخبرتنا الشركة الفرنسية أنها لم تعد بحاجة إلينا. وبقيت الجوازات بأيدينا بلا فائدة..
كنا 56 شخصا من المعنيين بالأمر. تفرقت بنا السبل وسار كل منا في طريقه ، الى أن وصل الجميع إلى فرنسا. قلة منا بقي في المغرب.. في اليوم الذي غادرنا فيه نحن، حجزنا تذكرة من الدارالبيضاء إلى مرسيليا ثم تذكرة أخرى إلى مونتليمار، وقضينا الليل هناك . في الصباح الباكر ، نزلنا في دار "جا. م."، وهو صديق من بني عياط ؛ وكان قد غادر إلى فرنسا وعاش هناك في مكان قريب في بلدة تسمى "روشفورت". كان مكوثنا هناك لمدة 3 أيام. في تلك اللحظة ذاتها ، كان عددنا خمسة أشخاص ثم انفصلنا عن بعضنا البعض . ذهبت بعدها مع اثنين من أصدقائي "يو.ح." و "بي. ح." الذي أصبح الآن من عداد الموتى .
لم يبق منا إذن سوى ثلاثة فقط .. أما الاثنان الآخران فقد اتخذا لهما طريقا آخر. وهناك ، أقلنا القطار إلى مدينة أنجيه في اتجاه مسكن السيد "أس.ل." الذي قيل لنا عنه أنه يعيش هناك، فكان علينا الاتصال به.
لماذا أنجيه..؟ في الواقع ، كان لدينا عنوانان من صديقين، أحدهما من بني عياط ، "أس.ل."، والآخر من آيت عتاب كانوا يلقبونه وقتها بـ "الرجل العجوز" ... عندما كنا في محطة مونتيليمار ، سألنا عن أي من المدينتين كانت الأقرب، فقيل لنا إنها أنجيه ، لذلك أخذنا ثلاث تذاكر في اتجاه هذه الأخيرة .. في الصباح الباكر ، وصلنا لدى السيد "أس.ل" الذي رافقنا مشكورا الى رئيسه ، ملتمسا منه تشغيلنا.. وفعلا، لبى الطلب..
إن  "أس.ل." هو أول من وصل في مايو 1965. ثم وصل الأشخاص الثلاثة التاليون في سبتمبر، فقط بجوازات السفر وبدون عقد العمل : " يو.ح " ، " أر. ح " ، "ال.ح.". هذا الأخير كونه في مونتيليمار ، انفصل عن مرافقيه الآخرين الذين غادروا بني عياط . في أكتوبر 1965 ، قدم شخص أخر من بني عياط وحيدا وتوجه مباشرة إلى السيد "أر. ح" الذي وفر له فرصة عمل.
في عام 1966 ، بعث "أس.ل." بعقد عمل لأحد أبناء عمومته ، "حا.ح" الذي ساعد بدوره في وقت لاحق عام 1973 شقيقه "حا.م". كما أن "أس.ل." أيضًا دعا شقيقه " أس.م" للحاق به في عام 1973. من جانبه ، أرسل "أر. ح" عقوداً إلى ابن عمه "إس.ل" في 1966 ، وإلى "أس.م" عام 1970 ، والى "با.م" عام  1973؛ والى أحد أبناء عمومته وشقيقيه "أر.ل" سنة 1970، وألى "أر.أ" عام 1973. ثم إن "أس.م" أحضر أخويه "أس.ل" و"أس.س" عام 1971. وبعث "أس.ل." لثلاثة من أشقائه : "أس.ز" عام 1969 و"أس.س" و"أس.م" عام 1971.
وقد تمكن مهاجرون آخرون لأول مرة من القدوم وحدهم بجوازات سفر وتأشيرات سياحية ، وبمساعدة أحد أفراد جماعة بني عياط ، ووفر لهم العمل والسكن. وهكذا ، بين عامي 1965 و 1973 ، استقر الوافدون الذكور من بني عياط  بمدينة أنجيه.

عرض لفضاء البحث ، موضوع الدراسة

تقع بلدة بني عياط على بعد 25 كم من مدينة بني ملال في الأطلس المتوسط بإقليم أزيلال جهة تادلة أزيلال[ 2 ]. وتمتد الجماعة على مساحة 430 كيلومتر مربع. وهي على سفح سهل تادلة الكبير وسلسلة جبال الأطلس المركزية. وتعد المنطقة الجبلية ضحلة  للغاية في الماء ؛  وصبيب بعض المنابع التي تمتلكها  ضعيف للغاية ولا يستفيد منها سوى جزء صغير من سكان هذه المنطقة. جميع أنواع البيئات يمكن أن تجدها في الجماعة : أرض خصبة، أرض شبه قاحلة ، أرض قاحلة ، جبل عار، جبل مغطى ، جبل بري ، المراعي.
عند سفح هذا الجبل تمتد جماعة بني عياط متشبثة بمنحدرات منخفضة وتمتد عبر سهل وافر النبات : إنها المساحة الكبيرة للري بتادلة.
إن بلدة بني عياط تتكون من قبيلة واحدة فقط وهي بني عياط العتيدة منذ زمن طويل ، أكثر من قرنين ، على طول الجبل الذي يشكل الدير أو سفح السلسلة الفاصلة بين أيت بوزيد (أفورار في الشمال وأولاد عياد في الجنوب).
وتمتد الساكنة فوق سهل تادلة منذ إنشاء المساحات المسقية وبفضل الدمج الذي أعقب ذلك. بالنسبة إلى تعداد السكان لعام 1994 ، بلغ سكان الجماعة القروية لبني عياط 19،812 نسمة وهم في تزايد مستمر (17،168 نسمة عام 1982). وهي ساكنة  في الغالب ريفية .
ومن أنشطتها ، الزراعة وتربية الحيوانات، ومحاصيلها أسرية ذات طابع غذائي. والسكن في السهل يبقى متفرقا في أماكن معينة وفي دواويرالجماعة ، ولكن يمكن للمرء توصيف سكن " الخميس" ، المركز الرئيسي ، بالتجمع السكني.
في الستينيات ، لوحظت حركة كبيرة من السكان نحو السهل المسقي. وهكذا ، نرى أن معظم المزارعين الذين يعيشون في هذا السهل المروي لديهم مسكن شاغر على الهضاب أو في الجبل.
---------------------------
[2] -  جهة بني ملال خنيفرة حاليا . والمسافة الفاصلة بين بني ملال وبني عياط المركز / الخميس 30 كلم [المترجم]..

توزيع العياطيين في أنجيه..

تطور الحيز المكاني للمغاربة في أنجيه : من المركزية إلى المحيط السكني..

في أنجيه ، خلال الستينيات ، تم توطين السكان الأجانب بشكل رئيسي في المناطق الطرفية مثل مناطق "زيب" الشمالية والجنوبية. ومع ذلك ، فقد شهدت المناطق المركزية وشبه المركزية أيضًا معدلًا مرتفعًا من المقيمين الأجانب ، خاصة حول حي المحطة. ومن بيانات المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية ، يمكننا تحديد موقع السكان موضوع الدراسة.
وقد بدا أحد الأحياء لافتا للنظر بوضوح بالقياس إلى الأحياء الأخرى ، وذلك بالتركيز على أيت عياض..
في الواقع ، كان يبدو حي "لاروزوري" حيا مميزا لهذه الجالية. إنه الجيل الأول على وجه الخصوص الذي يتقاسم العيش مع 15 عائلة ، ولكن هناك أيضا 5 عائلات تعيش في حي " مونبليزير"، بشكل رئيسي في الشوارع التي تؤطر ساحة أوروبا (شارع شومان ، شارع مونبليزير ...).
وقد بدا الجيل الثاني موزعا بشكل أفضل عبر مجموع المدينة، علما بأن غالبية هذه الفئة تتموضع مرة أخرى في " لاروزوري" مع حوالي عشرين أسرة. ويمكننا أن نلاحظ ، مع ذلك ، أن العائلات تستقر في أحياء "سانت ليونار" وكران بيجون" و "ومونبليزير" و" فيرنو" و "بيل بيي" و "لاك دو مين" وزوج في حي "سانت سيرج". وقد لوحظ ان هناك توزيعا أفضل في الفضاء "الأنجي" بالنسبة للجيل الثاني. ومع ذلك ، لا يزال هؤلاء السكان يتمركزون في الأحياء الطرفية / الضواحي ؛ أما المركز فالساكنة الأجنبية به قليلة بينما لا تزال لاروزوري الحي الأكثر استيعابا للسكان الأجانب.
والسكان المنحدرون من أيت عياض لم يكونوا استثناءً لهذا النمط. وقد يتساءل المرء إن كان ذلك راجع إلى تجمع إرادي من قبل الجالية أم أنه مجرد انفصال ناتج عن الساكنة الأجنبية عموما..؟

إنشاء لفضاء جديد بأنجيه من جانب أيت عياض

دعونا ننظر أولاً إلى مكان إقامة الصلاة .. مسجد "أنجيه". لقد قابلنا إمام جامع "أنجيه" السيد "م.با" والمنحدر من أيت عياض بخصوص مكان إقامة صلاة بالنسبة للمسلمين في "أنجيه" والذي زودنا بمعلومات بهذا الشأن. علمنا منه أنه قبل عام 1982 ، كانت الجالية المسلمة تقيم صلواتها في محل - مقهى "بون كوان" سابقًا - في شارع " دي بانشي". هذا المحل ، كانت له قاعة في الأعلى وواحدة في الأسفل. وابتداء من عام 1980، حدث انقسام بين الأتراك والمغاربيين، حيث قرر الأتراك الصلاة في الغرفة السفلى والمغاربيون في الطابق العلوي.
في عام 1982 ، لم تعد هناك مساحة كافية في شارع " دي بانشي" ، فتم إنشاء مسجد بشارع "سانت اكزوبيري"؛ ومكان صلاة المسلمين تابع لأماكن الإقامة ، أي على مسافة من وسط المدينة .
إن سوق "مونبليزير" يحظى بشعبية كبيرة بين السكان المغاربيين في " أنجيه". في الواقع ، كانت تتم هناك الكثير من مشتريات آيت عياض ، وكذلك جميع سكان "أنجيه" المغاربيين بشكل عام.
إنه مكان عالمي للغاية ، يرتاده الناس من جميع الأصول الثقافية. كما يعتبر أكثر بكثير من مجرد مكان للشراء.. إنه ملتقى ومجمع اجتماعي للسكان المغاربيين ومن أصل مغاربي. لقد لاحظنا أن الجماعة كانت تستغل هذا الفضاء للقيام بمهام جمع المال. إنه بالفعل المكان الذي يسمح تقريبا  بالالتقاء بالمجتمع الذكوري بأكمله وبعض من النساء أيضا. لذا، إذا كانت هناك أخبار مهمة من البلد ، فهذا السوق يعتبر المكان المناسب لنشر المعلومات. إن هذه الفضاءات المختلفة تُعد إذن ألأماكن الإستراتيجية التي تعمل على تطوير شبكة الهجرة.
مثل السكان الأجانب ، توجد محلات المجازر الحلال خاصة في ضواحي المدينة. إنها لا تبيع فقط اللحوم الحلال ، ولكن أيضا المنتجات التقليدية التي تذكرنا بالبلاد ، والتي لا يمكنك العثور عليها في متاجر البقالة الأخرى. يوجد ثلاثة جزارين مغاربيين في أنجيه : واحد في شارع باستور جنوب "مونبليزير" ، وآخر في منطقة " كران بيجون " ، وأخيرًا الثالث في حي " سانت ليونارد". فقط مؤخرًا (أبريل 2002) ، كان هناك محل لجزار رابع يديره مغربي في منطقة " لاروزوراي" ، بساحة "جان فيلار". وهكذا ، يمكننا أن نلاحظ وجود تموضع حقيقي لسكان أيت عياض في فضاء الوصول . فماذا عن فضائهم الاصلي..؟

تطور فضاء المغادرة من خلال الهجرة وتنقلات المهاجرين

تأثير الحيز المكاني في فضاء المغادرة..

لن نقوم بتفصيل عملية استثمارات المهاجرين في بني عياط ، بل سنحاول أن نفهم كيفية التموقع الجديد في هذه المنطقة / فضاء المغادرة.
إنه كلما زادت بها كثافة الهجرة ، زادت البناءات أكثر، ولا سيما على طول المحاور الطرقية وحول المراكز القروية وهي عادة عبارة عن أسواق. بالإضافة إلى المنازل السكنية ، يستثمر المهاجرون أيضًا في الأعمال التجارية الصغيرة (متاجر البقالة ، المقاهي ...) ، ودعم مشاريع معينة (المساجد) من خلال مساهمتهم المالية ، وحتى بعض المشاريع التنموية مثل تحقيق مسارات وممرات صغيرة ، وتواتر إمدادات المياه في القرية..
وهكذا ، يمكن أن نلاحظ تطورا في طبيعة مكان وفضاء بني عياط منذ الستينيات.  في الواقع ، كانت هناك تنقلات للساكنة من جبال جنوب بني عياط ، نحو السهل إلى الشمال.
خلال مدة إقامتنا في المغرب ، لاحظنا منازل مهجورة بقرية تيزكي؛ لقد كان ذلك من قبل المهاجرين ، لكن ليس من قبلهم فقط. لقد مرت بضع سنوات فقط منذ أن أصبح "الخميس" الدوار المركزي لبني عياط.
جميع البنى التحتية ، الضئيلة للغاية ، كانت تتمركز بـ "الخميس". وهذا الجمع بين الطريق والمركز الإداري يتيح الاستفادة من الربط الكهربائي للجماعة، وكذا توزيع الماء الصالح للشرب ووسائل الاتصال والمؤسسات الاجتماعية ، وكذلك الاستفادة من تضاريس منبسطة وسالكة حيث يمكن للمهاجرين الوصول بسهولة بالسيارة. وعلاوة على ذلك ، فإن هذا التحول الملحوظ في توافد السكان نحو المركز الصغير لـمنطقة " الخميس" ، كانت له نتيجة واضحة في إبراز ظاهرة  "التمدن المصغر" لـ" الخميس". ومن ثمة، كان للهجرة دور هام في بروز معالم حضارية بعين المكان.
وانطلاقا من يومها ، أصبحت المنطقة مركزا لجميع الخدمات (المستوصف ، المحكمة ، إلخ) وكذا المحلات التجارية لبني عياط. ولذلك فمن الواضح أن المهاجرين ، عن طريق اختيار إعادة التوطين في بلدهم الأصلي ، سوف يختارون المكان الأنسب ، حيث يمكنهم الحصول على الحد الأدنى من الحاجيات الضرورية ، أي الماء والكهرباء ...

أجيال مختلفة.. استثمارات متباينة

إن المهاجرين وخاصة الجيل الأول منهم، هم من كانوا يستثمرون في بني عياط في مجال العقار وفي المشاريع التجارية، أو المساعدة على بناء المساجد… والأمور مختلفة بالنسبة للجيل للثاني.
إن "الغسق" هو قانون الجمعيات لعام 1901 ومقره في أنجيه، والمنخرطون هم من أصول وأعمار مختلفة. وكان إنشاء مكتبة ببني عياط واحدا من مشاريعهم الأخيرة. المجموعة المشاركة في هذا المشروع تتألف من عشرات الشباب ، بعضهم من أصول مهاجرة وينحدرون من جماعة آيت عياض. لِمَ يرغب هؤلاء الشباب الاسنثمار في بني عياط ؟ هذا سؤال طرحته عليهم. تقول " نادية " إنها كانت غالبا ما تذهب في إجازة إلى القرية التي تقطن بها أسرتها، وأنها تريد أن تقوم بعمل مفيد لهذه القرية ، عمل يمكن أن يخلق روابط بين جمعيتهم والشباب من بني عياط.. وهكذا أُنشئت جمعية (تيفاوين) في بني عياط من طرف الشباب المغربي، التي سوف تهدف إلى إدارة هذه المكتبة. إنه تبادل ثقافي حقيقي الذي تم تطويره بين "الغسق" و "تيفاوين" (فيلم وثائقي من 52 دقيقة يعرض للمشروع). وقد تم احتضان هذه المبادرة بشكل جيد للغاية من طرف ساكنة بني عياط وشباب المنطقة . وقد مكن ذلك من إعطاء صورة أخرى لشباب الهجرة للمغاربة . وينبغي الإشارة إلى أن السلطات المغربية اليوم تسعى إلى تشجيع عودة الشباب المغربي القاطنين بالخارج والأمل يحدوهم الى العمل بموطنهم الاصلي رغبة في تنميته وتطويره..
لقد لاحظنا وجود فجوة فيما يتعلق بشكل الاستثمار في بلدة بني عياط بين المهاجرين الأوائل والأجيال الموالية. فالجيل الأول يستثمر في تنمية أراضي بلده الأصلي، مع تخوفات فردية ودينية واقتصادية ومالية... في حين أن هذ الأجيال الجديدة  لديها مخاوف فردية وجماعية أقل ، فهي لا تستثمر في الفضاءات الأصلية للآباء ، وإنما تستثمر بطريقة شخصية أكثر ضرورة ، أي الماء والكهرباء ...

أثر الهجرة على بلد المنشأ :

أهي عامل من عوامل تنميته..؟

بحسب الحمراوي [2] ، الهجرة ظاهرة مفيدة؛ إنها عامل في تنمية البلدان الفقيرة. وهي تتيح الفرصة لتجديد ميزان المدفوعات وتمويل المشتريات الأساسية للضروريات الأساسية والسلع الرأسمالية. وهي بالتالي مصدر الاستثمار في بلد المنشأ ، وتعمل على التخفيف من حدة البطالة والتقليل من الكثافة السكانية والاكتظاظ . كما تساهم الهجرة بشكل كبير في تحسين مستوى حياة المهاجر وتنميته. ولكن على المستوى الاجتماعي ، تبدو مكاسب الهجرة معلقة معها. في الواقع، تعتبر الهجرة عامل صيانة مؤقت يسمح بالترقي السريع، ولكن أيضا بالتردّي السريع بنفس القدر وشيك الحدوث وناتج عنها.
قد يعتقد المرء أن مبادرات المهاجرين من بني عياط تقتصرعلى المشاريع الشخصية والفردية التي لا تؤدي إلى تحقيق مشروع تطوير حقيقي. ومع ذلك ، إذا تم تقاسم هذه المبادرات من قبل الجميع ، بدعم مالي من البنوك والدولة ، يمكن أن تظهر مشاريع التنمية الاقتصادية في الآفاق.
ومن جهة اخرى، بما أن الاستثمار الأول للمهاجرين في حياتهم وفي بلد المنشأ هو بناء مسكن يكشف عن الرغبة في عودة مؤكدة، فماذا عن الواقع..؟
---------------------------
 [2] - الحمراوي عبد الحميد، ظاهرة الهجرة وأثرها على المجتمع
والفضاء في الريف ، أوربانا ، " تور" ، 1998.

الهجرة العياطية وإنشاء لفضاء بشري بأنجيه

و "إعادة توطين" بني عياط :

"فضاء ما بين الموطنين"

هناك ثلاثة أشكال من الفضاءات بينها ترابط.
ففضاء المغادرة، بني عياط ، عرف إعادة التوطين مع رحيل المهاجرين إلى أوروبا وبشكل رئيسي إلى أنجيه. ثم إن مدينة أنجيه ستعرف تجربة إعادة التوطين مع وصول عدد كبير من المهاجرين في عام 1960 من خلال التدفقات المالية والمهنية والسياحية والاجتماعية والثقافية والتقاعد . كل ذلك سيغيرمن منطقة أنجيه مع إنشاء منطقة هجرة جديدة بها.
وقد لعبت هجرة ساكنة أيت عياض أيضًا دورًا في التغيير المكاني لفضاء المغادرة. وهكذا فإن التدفقات المالية وما احدثه المهاجرون من آيت عياض من اثر بالعودة الى"الخميس" مع عدد من الإنشاءات ، قد سمح بإعادة التوطين في مركز بني عياط.
إن بإمكاننا ملاحظة تناقض آخر في ازدواجية هذين الفضاءين. هناك محيط حقيقي لمنطقة أنجيه لأيت عياض بقدر ما في التوطين ، في الممارسة أو في خلق البنى التحتية الجديدة وبالتالي المساحات الجديدة. على العكس من ذلك ، بالنظر إلى المنطقة الجديدة من بني عياط التي أنشأها المهاجرون "الأنجيهيون "، فإن مركزية الفضاء هي التي يشغلونها.
إن مساكن آيت عياض وكذلك إنشاء الأعمال التجارية تتموقع عمليا كلها في مركز بني عياط في" الخميس". وفي الدوار المركزي ، يتم تحديد هذا الموقع على طول الطريق الرئيسي الذي هو قلب منطقة "الخميس". هل يمكن اعتبار هذه الفضاءات دلالة على سلوك ووضعية لهوية المهاجر، أي "المحيطية" في فرنسا و"المركزية" في المغرب..؟
لكن في ازدواجية هذه الفضاءات وازدواجية هذا الوضع الاجتماعي وهوية المهاجر، هو ما يقع فيه حراك هذه الهجرة. وقد نتمكن يومًا ما من وضع محتوى في هذا "المحتوى ما بين اثنين ".

خلاصة :

تحاول هذه الدراسة فهم الهجرات الموجودة بين المغرب وفرنسا منذ الستينيات . وتهتم بشكل خاص بمنطقة محددة في المغرب : بني عياط في الأطلس المتوسط.
 وتعتبر الهجرة المغاربية نحو أوروبا نتيجة للظاهرة الاستعمارية التي ساعدت على التنقلات الداخلية والخارجية للمغاربيين . بعد الحرب العالمية  الثانية، تم إعداد كل شيء في مكانه ليشكل فضاء للهجرة بالنسبة لهؤلاء السكان. وهكذا ، بعد استقلال هذه البلدان ، عززت التغييرات الاجتماعية والمكانية الهجرة إلى أوروبا.
في الستينات ، تم إنشاء شبكات للهجرة بفضل التدفقات الأسرية والقروية وطلبات لليد العاملة من قبل الدول المضيفة مثل فرنسا. إن هذه هي الطريقة التي تم بها تشكيل حقل الهجرة : بني عياط / أنجيه. ويتألف مسار الهجرة هذا بشكل رئيسي من الرجال الذين قدموا للعمل في فرنسا بشكل منتظم؛ ثم بعد ذلك مكّن التجمع العائلي من وصول النساء والأطفال وكذلك التسوية النهائية لوضعية هذه العائلات.

نبذة عن المؤلفة  

المؤلفة شادية أعراب
شادية أعراب أستاذة متخصصة في علم الجغرافية وباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي، في l’UMR ESO (جامعة أنجيه)..
وتنصب اهتماماتها على موضوعات الهجرات الدولية للمغاربة والمغربيات في أوروبا (فرنسا وإسبانيا وإيطاليا) وفي دبي ، من منظور العمل والمواطنة والجنس والتمييز.
من مؤلفاتها :«آيت عياض.. حركة هجرة المغاربة بين فرنسا وإسبانيا وإيطاليا» في مطابع الصحف الجامعية لـ" رين"، 2009.
أصدرت مؤلفها الأخير تحت عنوان : « سیدات الفراولة، الأصابع الناعمة.. خفايا الهجرة الموسمية المغربية في إسبانيا» في مطابع En Toutes Lettres 2018 ..
****************************************

في هذا الشريط تحكي الباحثة شادية أعراب عن بداياتها وتوجهاتها الأولى وعن موضوعات بحوثها والمسار الدراسي دون ان تنسى الحديث عن بعض ملامح سيرتها الذاتية..  

****************************************

تحميل نسخة من البحث

زائرنا الكريم : رجاءً لاتنس الاشتراك بقناتنا تشجيعآ لنا لتقديم الافضل وحتى يصلك كل جديد
  
شكرا لك .. الى اللقاء 
*
*
مدونة خاصة بـصلاح اهضير

مدونة خاصة بـصلاح اهضير

مغربي الجنسية من مدينة بني ملال .. موسيقي وكاتب وقصاص وزجال ومحب للتدوين ومدير للجريدة الورقية : البلاغ الصحفي سابقا.حاصل على الإجازة في الدراسات العربية بكلية اللغة العربية بمراكش وأستاذ سابق بالتعليم الثانوي ،جامعة القرويين-المملكة المغربية..

ليست هناك تعليقات:

ضع تعليقك اسفله إذا كان عندك استفسار..

  • لاتنس الإعجاب بصفحتنا عبرالفيس بوك لمتابعتة كل ما جدّ من جديد وأيضا من أجل التواصل معنا بشكل مباشر ومستمر.

    تابع
  • يمكنك الان متابعتنا عبر بينتيريست وارسال مقترحاتك وايضا حتى يصلك جميع الموضوعات الحصرية فور نشرها.

    تابع
  • تواصل دائما مع أصدقاء يشاركونك نفس الاهتمامات ونفس المستجدات وذلك من خلال متابعة صفحتنا الرسمية عبر تويتر.

    تابع
  • يسعدنا أن تكون احد افراد عائلة ومحبى قناة الموسوعة الأطلسية وذلك عن طريق الاشتراك فى قناتنا على اليوتيوب.

    تابع

موقع الموسوعة الأطلسية موقع شامل وجامع لشتى صنوف المعرفة : الثقافية والفكرية والعلمية والاجتماعية والإخبارية والاقتصادية والدينية والمعلوماتية والفنية والتاريخية والخدماتية من علوم وفنون وأخبار ومعلوميات وتطوير ذاتي وخوارق وغرائب وطرائف وفكاهات وهلم جرا..

جميع الحقوق محفوظة

اَلْمَوْسُوعَةُ اَلْأَطْلَسِيّةُ

2018